في السنوات الأخيرة، انتشرت دمى "لابوبو" (Labubu) بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً يوتيوب، حيث تحولت إلى ظاهرة عالمية تثير الجدل بين الهوس التجاري والقصص الغريبة المحيطة بها. فما هي قصة هذه الدمية؟ ولماذا أصبحت بهذه الشعبية؟
من هي لابوبو؟
لابوبو هي شخصية خيالية صممها الفنان كايسينغ لونغ (Kasing Lung)، المولود في هونغ كونغ والمقيم في هولندا. ظهرت لأول مرة عام 2015 ضمن سلسلة قصصية بعنوان "الوحوش"، المستوحاة من الفلكلور الإسكندنافي. تتميز لابوبو بمظهر غريب يجمع بين شكل السناجب والخفافيش، مع أذنين طويلتين وأنياب حادة، مما يعطيها طابعًا مرعبًا بعض الشيء رغم تصويرها ككائن "طيب القلب".
كيف تحولت إلى ظاهرة عالمية؟
في عام 2019، تعاون كايسينغ لونغ مع شركة الألعاب الصينية "بوب مارت" (Pop Mart) لإنتاج دمى لابوبو وبيعها عبر "صناديق العمياء" (Blind Boxes)، حيث يشتري الشخص صندوقًا مغلقًا دون معرفة أي نموذج سيحصل عليه. هذه الاستراتيجية أشبه بـ "اليانصيب"، حيث توجد نماذج نادرة قد تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات، مما خلق هوسًا بالجمع والبحث عن النسخ المحدودة.
الجنون التجاري والأسعار الخيالية
في الصين، يبلغ سعر الصندوق الرسمي حوالي 100 درهم مغربي (10 دولارات).
في أوروبا وأمريكا، يرتفع السعر إلى 300 درهم (30 دولارًا).
في المغرب والدول العربية، قد يصل السعر إلى 500 درهم (50 دولارًا) بسبب ندرتها.
بعض النماذج النادرة بيعت بمبالغ خيالية، مثل النسخة "Mint Green Labubu" التي بيعت بـ 170,000 دولار في مزاد علني!
الجدل والقصص الغريبة
انتشرت حول لابوبو العديد من النظريات والإشاعات، منها:
اللعبة "الملعونة":
بعض المستخدمين في آسيا زعموا أن الدمية تتحرك ليلًا أو تصدر أصواتًا غريبة، وربطوها بـ "حيوانات الشيطان الأليفة" حسب الفلكلور القديم.
آخرون أكدوا أن هذا مجرد خداع تسويقي لزيادة الإثارة حول المنتج.
التهديدات الأمنية:
في بعض المدن الأمريكية، سُجلت حالات سرقة للدمى بسبب قيمتها المرتفعة في السوق السوداء.
التأثير النفسي:
يرى البعض أن التصميم الغريب للعبة (مزيج من اللطافة والرعب) قد يؤثر على الأطفال، خاصةً مع انتشار مقاطع "انبوكسينغ" (Unboxing) التي تروج لفكرة "هوس الجمع".
لماذا أصبحت مشهورة في العالم العربي؟
موضة الترند: في السعودية والمغرب، أصبحت لابوبو رمزًا للوجاهة الاجتماعية بين المراهقين، حيث يُنظر إلى امتلاكها كدليل على "المواكبة".
التسويق الذكي: استغلت شركات بيع الألعاب ندرة بعض النماذج لرفع الأسعار، مما خلق سباقًا محمومًا لشرائها.
الخلاصة: هل تستحق لابوبو كل هذا الهوس؟
رغم أن لابوبو بدت في البداية كدمية عادية، إلا أن الغموض في تصميمها + استراتيجية الصناديق العمياء + الإعلام الاجتماعي حولها إلى ظاهرة ثقافية وتجارية. لكن يبقى السؤال:
هل هي مجرد لعبة؟
أم أن هناك أبعادًا نفسية وتجارية خفية وراء انتشارها؟
في النهاية، سواء كانت "لعبة بريئة" أو "ظاهرة تسويقية ذكية"، فإن لابوبو تثبت أن العالم مستعد لدفع الملايين مقابل أشياء تبدو بسيطة... إذا أحسنوا تسويقها!
التعليقات (0)